hackertemara الإثنين أغسطس 30, 2010 3:31 am |
غزة- حسان أبو سفر
يعيش المواطن الغزي بين مطرقة الحصار وسندان الأسعار المرتفعة التي تضاعفت مع قدوم شهر رمضان الكريم، والتي زادت على كاهل المواطن هموماً على همومه اليومية.
وحسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن مؤشر غلاء المعيشة في الأراضي الفلسطينية لشهر تموز (يوليو)، سجل أسعار المستهلك في الأراضي الفلسطينية ارتفاعاً بنسبة 0.47% خلال شهر تموز (يوليو) 2010 مقارنة بالشهر السابق، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.47%، في حين سجلت الأسعار ارتفاعا بنسبة 3.44% مقارنة مع شهر تموز من العام 2009.
لقد قمنا بجولة في "سوق الثلاثاء" في مدينة دير البلح واستطلعنا أراء بعض المواطنين في جولتنا. وقفت عند السيدة أم أحمد "36 عام" وهي تقف أمام إحدى بسطات بيع الخضروات محاولة أن تنزل بعض الشيء من سعر البندورة التي تشتريها وتقول " كل شيء غالي ما في شيء رخيص الخضرة والفواكه وكل شي يعني ثلاثة كيلو بندورة بعشرة شيكل وياريتها كمان كويسة، والبطاطا غالية!! المفروض يخفضوا السعر شوية ويكون في سعر محدد ".
المواطن أيمن أبو عمرة "33"عام بدأ حديثه وهو مجهد من المشي في السوق "يعني في احتكار مش بسيط من التجار، وما فش تسعيرات وكل واحد ببيع على كيفه والخضروات غالية والأسعار مرتفعة في كل شيء حتى في اللحوم والدجاج ".
ويبرر التجار والمزارعين غلاء الأسعار بهذا الشكل بسب الإغلاقات الإسرائيلية ومنع دخول المبيدات الزراعية اللازمة، واختلاف أسعار المواد التي تأتي عن طريق الأنفاق.
المزارعون أيضا اشتكوا من غلاء المبيدات الزراعية ومن عدم وجود مبيدات لبعض الآفات التي قضت على بعض المحاصيل مثل البندورة، والتي زادت من أسعارها بشكل كبير بدون جودة للمنتج. يقول أحد المزارعين: "المزارع دمرت...عندي عشرين دونم بندورة خسرت في كل دونم ألف دولار واتصلنا على وزارة الزراعة يجيبوا إلنا دواء ولكن على الفاضي بنرش أربع أنواع دواء و ما في حل يعني إحنا كمزارعين ما بنلاقي صندوق بندورة لبيوتنا وبدأت المشكلة أيضا في الخيار كمان عشان هيك بتغلى الخضرة مش بخاطرنا".
أبو داود أحد التجار في السوق يجلس عند أحد البسطات ويقول "إن التجار لا يحتكرون المشكلة في المعابر والنقل يعني أن التاجر إذا كان له أربع كونتينرات في ميناء أسدود في اليوم بدفع سبعين دولار على كل واحد وتبقى لمدة شهر أو شهرين أو اقل وعندما تدخل تكون البضاعة فاسدة إذا المشكلة الحصار ليس التجار... مثلا بضاعة الأنفاق يوم تكون بخمسة شواكل ويوم تكون بعشرة شواكل حسب سعر أجرة النفق... يعني التجار ليس لهم دور ولكن الحصار هو السبب في غلاء الأسعار".
المواطن كمال مسعود أطلق مناشدة لكل المسئولين " الغلاء موجود في الخضروات وغلاء في الأسماك وغلاء في جميع المواد التموينية لذلك نناشد من يهمه الأمر أن يوجد تسعيرة لجميع الحاجات اليومية كي نستطيع أن نتناول حاجة بيوتنا لنعيش نحن وأولادنا بسلام "
وزارة الاقتصاد الوطني تقوم بجولات ميدانية في المحافظات الخمسة في قطاع غزة على جميع المحال والأسواق سواء كانت غذائية أو غير غذائية. إن سياسة الوزارة هي أن يقوم كل تاجر بإعلان الأسعار للسلع المراد بيعها للمواطنين بمجرد أن يتم إعلان الأسعار الوزارة لا تتدخل في السعر نفسه، ولكنها تتدخل في إعلان السعر من عدمه وهنا في حال إعلان السعر لا يكون احتكار أو استغلال. إن الوزارة تعتمد على سياسة السوق المفتوح ولا تحدد السعر إلا للسلع الأساسية مثل الدقيق والغاز المنزلي والمحروقات بشكل أساسي.
هكذا بدى حال المواطنين في قطاع غزة ارتفاع في الأسعار وهبوط حاد لمستوى دخل الفرد مع تداخل المناسبات في الأسابيع المقبلة من بداية عام دراسي وعيد فطر وشهر رمضان المبارك.
